Rate this:
Share this:
- Click to share on WhatsApp (Opens in new window)
- Click to share on Facebook (Opens in new window)
- Click to share on Twitter (Opens in new window)
- Click to share on Pinterest (Opens in new window)
- Click to share on LinkedIn (Opens in new window)
- Click to share on Tumblr (Opens in new window)
- Click to share on Reddit (Opens in new window)
- Click to share on Pocket (Opens in new window)
- Click to share on Telegram (Opens in new window)
- Click to share on Skype (Opens in new window)
- Click to email a link to a friend (Opens in new window)
- Click to print (Opens in new window)
October 16, 2011 at 11:33 am
الإنسان ، الأوطان ، الأديان
س11 : سماحة الشيخ ماهي رؤيتك حول الإنسان والأوطان والأديان وقد سبق منك في مقالة أنّك قلت الأوطان قبل الأديان وشكراً؟:
ج: الإنسان أعلى قيمة في حركة الوجود من الأوطان ومن الأديان، فلا أوطان من دون إنسان ، ولا ضرورة لأديان من دون إنسان، وقد خلق الله الإنسان على صورته فكرّمه، وخلق فيه الفطرة وهي كريمة، لا تبديل لخلق الله.
وهبط هذا الإنسان الى الأرض ليباشر حركته بعد إنتهاء فترة حضانته في أجواء جنّة الله سبحانه، فكانت الأرض حضنه الثاني الذي يجد فيه راحته وهناءته وعيشه السعيد، ولمّا لم يكن للإنسان وهو بعد يحبو أنزل الله له منظومة قيم ومناهج، لتعين قيم فطرته وسلامتها من المشي متساوقة ومن دون عنت مع هذه المنظومة، فلا يجد الإنسان تقاطعاً بينهما البتة، وإذا ما ما هبّت رياح شرّيرة على الفطرة الإنسانية فأدارتها عن وجهتها الصحيحة فتتكفّل الأديان إرجاعها الى مكانها وسلامتها، وإذا ما اُريد للخطاب الديني أن يخرج عن منظومة قيمه ، تكفّلن الفطرة السليمة بإرجاعه الى مكانه وسلامته.
فقيم الأديان واحدة، وأهدافها في مرافقة الفطرة السليمة لدى الإنسان في أي زمان وفي أي مكان لا ترى فيها إختلافاً، ومانجده من صراع بين المتدينين، ومن أفهام في قيم الأديان وخطاباتها، نابع من إنحراف في مسارات الفطرة التي فطر الله الناس عليها!
فهذا الثلاثي الذي هو محلّ التنازع : الإنسان، والأوطان، والأديان، لا نجد له مسوّغاً في ظلّ فهم الإنسان لدوره في بناء الكون والحياة، مستهدياً بنفح الأديان!.
ولو وقفت الأوطان حائلاً دون قيم الإنسان وسعادته، وحبست عليه أنفاسه، وضيّقت عليه حريّاته،( قال ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها؟) ولو وقفت الأديان الرسمية أو الشخصية حائلاً دون قيم الإنسان وإنطلاق فطرته في رحابة الكون الفسيح، فلن تبقى لها في ذمّته قيمة، وأن نعيش بلا دين أولى من أن نعيش في ظلّ دين يملأ وجداننا خوفاً ورعباً وعراكاً !
ومعلوم أنّ الله سبحانه لا يتمثّل في دين حتّى يرى المتدينون بهذه الأديان أنّنا قد خرجنا على الله!!.